نظام السكوندو شبكة تقليدية تعمل على توزيع مياه الشرب بتطوان منذ لحوالي أربعة قرون
أحمد المريني
ويقصد به بحسب ما جاء في الدليل المعماري للمدينة العتيقة في تطوان كل المياه الجارية داخل المدينة باستثناء مياه الآبار والمطفيات ومياه الوكالة المستقلة لتوزيع الماء والكهرباء التي عوضت بشركة أمانديس . وقد شرع في إقامة هذا النظام موازاة مع بناء النواة الأولى للمدينة الحالية ، ثم تفرعت قنواته وامتدت على مختلف جنبات الحي تبعا لاتساع العمران بين أسوار المدينة . ويذكر الدليل أن نظام الماء يأخذ مصادره من العيون المنبثقة والممتدة على طول خط التماس بين التكوينات الكلسية الشديدة النفاذية ويتزامن هذا الخط يسن باب المقابر وباب النوادر . وظل هذا النظام يؤمن لسكان تطوان التزود بالماء الشروب قبل إقامة نظام التوزيع الجديد في نهاية العشرينات من هذا القرن . وقد كان لنظام شبكة السكوندو دورا كبيرا في تنظيم المجال الحضري العتيق وهيكلته ، قبل أن يتراجع دورها وتتقلص في وظيفتها . وكانت فعاليات ثقافية وجمعوية بالمدينة حاولت الوقوف على إمكانيات هذه الثروة ، لمحاولة إعادة الاعتبار لهذا النظام في إطار ترميم وإعادة هيكلة المدينة العتيقة ، لإثارة انتباه المشرفين على قطاع الماء والمآثر التاريخية ، وكل الفاعلين في الميدان بأهمية هذه الشبكة كمورد ماء مهم وكوسيلة فعالة في أشغال إعادة الهيكلة وكرمز حضري فريد وكذاكرة مجالية واجتماعية وثقافية لتطوان . وتتكون الشبكة التقليدية لتوزيع مياه الشرب ( نظام السكوندو ) بحسب ما جاء في الدليل المعماري للمدينة العتيقة لتطوان من عدة عناصر. كانت تعمل في انسجام وتناسق متينين ضمنا لها حسن السير الوظيفي لحوالي أربعة قرون . وكانت المياه تمر بشبكة من القنوات وبعدة نقط ومحطات . وتتكون خطوط الشبكة من مجموعة كبيرة من الأنابيب الفخارية مختلفة الطول والحجم تستعمل حسب الحاجة والضرورة . وكانت تجلب من بعض المدن التي شهدت هذا النظام كفاس وشفشاون . وتتكون شبكة السكوندو من قنوات رئيسية وثانوية وأخرى فرعية تتصل كثير منها بعدة محطات . تعمل في نسق ضمن إيصال الماء إلى كل الأماكن داخل المدينة العتيقة . وتعود النشأة الأولى لهذه الشبكة استنادا إلى الدليل المعماري إلى نهاية القرن التاسع الهجري . على يد مجدد بناء المدينة سيدي المنظري . وظهرت عملية التوزيع والربط بين الأسر بعد أن امتلأت جنبات المدينة بالمباني ذات توجهات وظائفية متباينة . وكان ذلك عبر نظام توزيع يقام على أسس متينة ولأهداف سليمة ، ووفق أعراف ضمنت لها حسن التدبير لقرون عديدة . وحافظ الماء على نقاوته وطهارته طيلة هذه المدة الزمنية . وتعتبر تقنية التوزيع إحدى هذه الأسس ، وذلك أن بنية الشبكة تتكون من مجموعة من الخطوط والقنوات الممتدة بين المنابع وأخر مستهلك . كل خط يعمل في الغالب مستقلا عن الآخر. وتتزود منه مجموعة من المستفيدين من منازل ومرافق عمومية . وطريقة الاستفادة لا تتم عن أخذ الماء مباشرة من مجراه ، بل عبر تقنية في منتهى الدقة . وذلك انه روعي فيها مجموعة من العوامل الطبوغرافية والاقتصادية والصحية . وتجمع المياه في عند منابعها في صهاريج أعدت خصيصا لها ثم يتم تمريرها عبر مجموعة من المحطات قبل أن تصل إلى المستهلك . ومباشرة بعد تجميعها في الصهاريج تخضع لأولى عمليات المعالجة . وذلك بقصد إزالة المواد العالقة المحتملة عن مرورها في ثلاث أنابيب عمودية، تتصل فيما بينها من جهة اّلأعلى . ويمر الماء فيها بالتتبع وبما يسمح بتسريب المواد العالقة الممكن وجودها بها . حيث تصل إلى الأنبوب الثالث أكثر نقاء . وكان الماء يخضع إلى معالجة مستمرة بواسطة استعمال مواد محددة ، أهمها الجير بالشكل الذي يناسب ويتلاءم مع صبيب الماء المعبأ في القناة . وانطلاقا من حوض تجميع الماء كانت تتم أولى عمليات التوزيع . إذ كان الصبيب يسمح بذلك عبر خطوط وقنوات رئيسية نحو معدات القسمة . ومن هنا توزع المياه من جديد على مجموعة من القنوات الثانوية التي بدورها توزع الماء على المستهلكين بواسطة الطوالع التي أقيمت على نفس خط المياه . ومن هذه الأخيرة تنساب المياه على المعدات الخاصة بوحدات الاستهلاك ، وما فاض عن كل الاستعمالات يصرف خارج الخط فيما يسمى بالعقدة أو الحنفية عمومية ( قنا ) أو بمعدات المياه الجارية وتسمى بمعدات الفيض وأن كانت خطوط المياه في الكثير منها تنتهي بالقنا أو بإحدى المرافق الاجتماعية الأكثر استعمالا للماء كالحمامات والمساجد لتتم الاستفادة من مياه الفيض بأحسن طريقة . ويذكر الدليل المعماري أن توزيع المياه على محلات الاستعمال لم تكن اعتباطية بل كانت تخضع لتقنية دقيقة وكان المشرفون على القطاع يقومون بعمليات إيصال والربط والتأكد من السهم المراد إيصاله . فكانوا يقومون نوع المعدة والمشرب ثم يستعينون بإحدى القطع النقدية لتحديد حظ المشتري . ويحددون مستوى ارتفاع الثقب في المشرب بعد الاطلاع على كل الحيثيات . ويؤكد الدليل المعماري أن نظام ماء السكوندو لعب دورا حاسما في تثبيت الهياكل الاجتماعية والاقتصادية . حيث وفر لها المياه اللازمة لتحريكها وتشغيلها . وكانت مصادر المياه تفي بما فيه الكفاية لجل المؤسسات الدينية والتي تجاوز عددها 60 وحدة . ووفرت الكميات الضرورية لأغب الحمامات التي وصل عددها 11 والفنادق التقليدية التي بلغت 30 والحنفيات والمراحيض العمومية ودور الدباغة وأنشطة حرفية أخرى بالإضافة على الاستهلاك السري . هذه الاستعمالات كلها إلى جانب أخرى يشير الدليل المعماري تبين أهمية صبيب مياه السكوندو
أحمد المريني
ويقصد به بحسب ما جاء في الدليل المعماري للمدينة العتيقة في تطوان كل المياه الجارية داخل المدينة باستثناء مياه الآبار والمطفيات ومياه الوكالة المستقلة لتوزيع الماء والكهرباء التي عوضت بشركة أمانديس . وقد شرع في إقامة هذا النظام موازاة مع بناء النواة الأولى للمدينة الحالية ، ثم تفرعت قنواته وامتدت على مختلف جنبات الحي تبعا لاتساع العمران بين أسوار المدينة . ويذكر الدليل أن نظام الماء يأخذ مصادره من العيون المنبثقة والممتدة على طول خط التماس بين التكوينات الكلسية الشديدة النفاذية ويتزامن هذا الخط يسن باب المقابر وباب النوادر . وظل هذا النظام يؤمن لسكان تطوان التزود بالماء الشروب قبل إقامة نظام التوزيع الجديد في نهاية العشرينات من هذا القرن . وقد كان لنظام شبكة السكوندو دورا كبيرا في تنظيم المجال الحضري العتيق وهيكلته ، قبل أن يتراجع دورها وتتقلص في وظيفتها . وكانت فعاليات ثقافية وجمعوية بالمدينة حاولت الوقوف على إمكانيات هذه الثروة ، لمحاولة إعادة الاعتبار لهذا النظام في إطار ترميم وإعادة هيكلة المدينة العتيقة ، لإثارة انتباه المشرفين على قطاع الماء والمآثر التاريخية ، وكل الفاعلين في الميدان بأهمية هذه الشبكة كمورد ماء مهم وكوسيلة فعالة في أشغال إعادة الهيكلة وكرمز حضري فريد وكذاكرة مجالية واجتماعية وثقافية لتطوان . وتتكون الشبكة التقليدية لتوزيع مياه الشرب ( نظام السكوندو ) بحسب ما جاء في الدليل المعماري للمدينة العتيقة لتطوان من عدة عناصر. كانت تعمل في انسجام وتناسق متينين ضمنا لها حسن السير الوظيفي لحوالي أربعة قرون . وكانت المياه تمر بشبكة من القنوات وبعدة نقط ومحطات . وتتكون خطوط الشبكة من مجموعة كبيرة من الأنابيب الفخارية مختلفة الطول والحجم تستعمل حسب الحاجة والضرورة . وكانت تجلب من بعض المدن التي شهدت هذا النظام كفاس وشفشاون . وتتكون شبكة السكوندو من قنوات رئيسية وثانوية وأخرى فرعية تتصل كثير منها بعدة محطات . تعمل في نسق ضمن إيصال الماء إلى كل الأماكن داخل المدينة العتيقة . وتعود النشأة الأولى لهذه الشبكة استنادا إلى الدليل المعماري إلى نهاية القرن التاسع الهجري . على يد مجدد بناء المدينة سيدي المنظري . وظهرت عملية التوزيع والربط بين الأسر بعد أن امتلأت جنبات المدينة بالمباني ذات توجهات وظائفية متباينة . وكان ذلك عبر نظام توزيع يقام على أسس متينة ولأهداف سليمة ، ووفق أعراف ضمنت لها حسن التدبير لقرون عديدة . وحافظ الماء على نقاوته وطهارته طيلة هذه المدة الزمنية . وتعتبر تقنية التوزيع إحدى هذه الأسس ، وذلك أن بنية الشبكة تتكون من مجموعة من الخطوط والقنوات الممتدة بين المنابع وأخر مستهلك . كل خط يعمل في الغالب مستقلا عن الآخر. وتتزود منه مجموعة من المستفيدين من منازل ومرافق عمومية . وطريقة الاستفادة لا تتم عن أخذ الماء مباشرة من مجراه ، بل عبر تقنية في منتهى الدقة . وذلك انه روعي فيها مجموعة من العوامل الطبوغرافية والاقتصادية والصحية . وتجمع المياه في عند منابعها في صهاريج أعدت خصيصا لها ثم يتم تمريرها عبر مجموعة من المحطات قبل أن تصل إلى المستهلك . ومباشرة بعد تجميعها في الصهاريج تخضع لأولى عمليات المعالجة . وذلك بقصد إزالة المواد العالقة المحتملة عن مرورها في ثلاث أنابيب عمودية، تتصل فيما بينها من جهة اّلأعلى . ويمر الماء فيها بالتتبع وبما يسمح بتسريب المواد العالقة الممكن وجودها بها . حيث تصل إلى الأنبوب الثالث أكثر نقاء . وكان الماء يخضع إلى معالجة مستمرة بواسطة استعمال مواد محددة ، أهمها الجير بالشكل الذي يناسب ويتلاءم مع صبيب الماء المعبأ في القناة . وانطلاقا من حوض تجميع الماء كانت تتم أولى عمليات التوزيع . إذ كان الصبيب يسمح بذلك عبر خطوط وقنوات رئيسية نحو معدات القسمة . ومن هنا توزع المياه من جديد على مجموعة من القنوات الثانوية التي بدورها توزع الماء على المستهلكين بواسطة الطوالع التي أقيمت على نفس خط المياه . ومن هذه الأخيرة تنساب المياه على المعدات الخاصة بوحدات الاستهلاك ، وما فاض عن كل الاستعمالات يصرف خارج الخط فيما يسمى بالعقدة أو الحنفية عمومية ( قنا ) أو بمعدات المياه الجارية وتسمى بمعدات الفيض وأن كانت خطوط المياه في الكثير منها تنتهي بالقنا أو بإحدى المرافق الاجتماعية الأكثر استعمالا للماء كالحمامات والمساجد لتتم الاستفادة من مياه الفيض بأحسن طريقة . ويذكر الدليل المعماري أن توزيع المياه على محلات الاستعمال لم تكن اعتباطية بل كانت تخضع لتقنية دقيقة وكان المشرفون على القطاع يقومون بعمليات إيصال والربط والتأكد من السهم المراد إيصاله . فكانوا يقومون نوع المعدة والمشرب ثم يستعينون بإحدى القطع النقدية لتحديد حظ المشتري . ويحددون مستوى ارتفاع الثقب في المشرب بعد الاطلاع على كل الحيثيات . ويؤكد الدليل المعماري أن نظام ماء السكوندو لعب دورا حاسما في تثبيت الهياكل الاجتماعية والاقتصادية . حيث وفر لها المياه اللازمة لتحريكها وتشغيلها . وكانت مصادر المياه تفي بما فيه الكفاية لجل المؤسسات الدينية والتي تجاوز عددها 60 وحدة . ووفرت الكميات الضرورية لأغب الحمامات التي وصل عددها 11 والفنادق التقليدية التي بلغت 30 والحنفيات والمراحيض العمومية ودور الدباغة وأنشطة حرفية أخرى بالإضافة على الاستهلاك السري . هذه الاستعمالات كلها إلى جانب أخرى يشير الدليل المعماري تبين أهمية صبيب مياه السكوندو
1 comentario:
تلقينا من الشاعرة إيمان الخطابي نسخة من الرسالة التي بعثتها إلى رئيس فرع اتحاد كتاب المغرب بتطوان تتضمن طلب استقالتها من المكتب المسير. و نص الرسالة في:
http://www.maktoobblog.com/feddan
Publicar un comentario