lunes, enero 07, 2008

Paris Dakar...suspensión

من لشبونة/البرتغال: يوسف بلحسن

على هامش الغاء رالي دكار
*أو قصة اخفاق اول موعد مع التاريخ لابطال مغاربة
*هل يتدارك المسؤولون المغاربة خسارات أبطالنا؟



الساعة تشير الى منتصف النهار في العاصمة البرتغالية لشبونة-موافق للتوقيت المغربي-،من صبيحة الجمعة 4/12/2007 ..داخل القاعة الكبرى دات الاربع طوابق والمخصصة للندوات واللقاءات يتقدم الناطق الرسمي باسم االجنة المنظمة لرالي لشبونة دكار ليدلي بالبلاغ الأخير القاضي بالغاء الدورة الثلاثين للرالي لدواعي أمنية، كان الصمت رهيبا باستتناء عدسات الكاميرات اللاقطة للحدث في حين انزوى مئات المشاركين ينظرون بدهول وكأنهم لا يصدقون ما يحدث: هل بالفعل سيتم الغاء الرالي هده السنة؟ام ان الامر سيقتصر وكالعادة على الغاء بعض المراحل؟ عدد من الوفود الاسبانية والتي لم تتمكن من تبين الامر بالتفصيل- نظرا لان المتحدث كان ينطق بالفرنسية ولم تكن توجد هناك ترجمة مباشرة للغة سيرفانتيس بعكس الانجليزية والبرتغالية- انتظرت الى ان بدأت الوجوه الغاضبة ساخطة ومتدمرة لتكتشف هي الاخرى أن قرار اللجنة المنظمة او بالاصح الحكومة الفرنسية يقضي بالقضاء مرحليا-في انتظار ما تسفر عنه الايام القادمة –على الدورة الثلاثين لهدا اللحاق الدي يعد بحق معلمة في التاريخ الرياضي للبشرية.
*أين الاعلام المغربي؟
العاصمة البرتغالية احتوت ولايام، عددا كبيرا من الصحفيين والمهتمين والشغوفين بالمغامرة ، حدث رالي دكار يشكل بالفعل الخبر الرئيسي في كل وسائل الاعلام العالمية القادمة من كل البقاع والقارات، والتي تواجدت هناك وبكثرة لنقل كل شادة وفادة ...شخصيا استغربت كثيرا لما بحتث ولساعات عن اعلاميين مغاربة او عن مسؤولين مغاربة ليزكوا اول مشاركة مغربية في تاريخها ، لم ار أحدا ،-باستتناء خيمة تقدم كؤوس الشاي- وحتى لما اتصلت بعدد من وسائل الاعلام المغربية المقروءة والمسموعة و التلفزات ، جاءني الخبر السلبي بانهم لم يرسلوا مبعوثين ليغطوا الحدث: الغريب في الامر أنه بالاضافة الى ان هدا الرالي يعد أهم حدث رياضي في السنة على المستوى العالمي وانه يحظى بتغطية لا لمثيل لها وبالتالي يفتح المجال للتعريف ببلادنا ولتنتميتها سياحيا ،فانه وفي هده السنة يعرف أول مشاركة مغربية ممثلة في الابطال: عبد القادر التياتي وحارث جباري في صنف الدرجات النارية وسعيدة ابراهيمي ومرافقها عبد الواحد التوباجي في صنف السيارات .
اعلان اللجنة المنظمة عن الغاء الدورة الثلاثين كان له الوقع الكبير على كل المشاركين ويكفي للتدليل على وقع الصدمة أن نتطرق لما صرح به بعض الابطال العالميين : البطل ناني روما الحائز على 7 مرات بطولة الرالي قال: لا يمكنكم ان تتصورا قيمة الخسارة التي نتكبدها ، لقد خضنا استعدادات كثيرة وبطاقم يقارب السبعين فردا طيلة سنة بكاملها ..عبرنا خلالها المغرب لاكثر من 10.000 كلمتر كل دلك من اجل الاستعداد لهدا الرالي بالخصوص ، فما العمل الان...
البطل الاسباني في صنف السيارات كارلوس ساينز تحدث عن الخسارة الكبرى التي ستصيب افريقيا وعن الشعور الدي سيحس به الافارقة انه شعور بتركهم لوحدهم امام مصيرهم
البطل العربي الكبير القطري ناصر العطية كان يتحدث الينا صحبة صديقه البطل المغربي عبد القادر التياتي عن الاخفاقات التي يشكلها قرار الغاء الدورة الثلاتين ، ناصر العطية الدي يحظى باحترام كل الابطال العالميين كان يحاول ان يتفهم الوضع الجديد وان يقرأ ما يخفيه المستقبل.
المسؤولون البرتغاليون من جهتهم تحدثوا عن الخسارات المالية الباهضة التي خلفها قرار الغاء الرالي، والحقيقة ان المرء لا يمكنه ان يتصور قيمة الخسارة الا لما يشاهد ميدانيا الاستعدادات واللوجيستيك الدي اعد خصيصا لحفل الانطلاق والدي دهب ادراج الرياح وربما لغير عودة.
*الابطال المغاربة بين الاحباط والامل في الغد
قبل ان يتم الاعلان النهائي عن الغاء الدورة الثلاثين للرالي ، أتاحت الفرصة أن يجتمع –في الساحة المغلقة للمتسابقين- كل اعضاء الوفد المغربي المتواجد بلشبونة،: عبد القادر التياتي، وبيومين قبل الحدث كان قد قام بكل الاجراءات القانونية والتقنية وسلم دراجته النارية ktm525exe ليكون في نقطة الانطلاق، في حين كان البطل حارث جباري والبطلة سعيدة ابراهيمي ومرافقها التوباجي ينتظرون صبيحة الجمعة ليقوموا بالاجراءات الواجبة ،وبالاضافة الى الابطال كان يتواجد كدلك مغربي آخر هو العربي السباعي بصفته عضوا في اللجنة التنظيمية لرالي دكار، اشاعة الغاء الرالي كانت تروج بين الحاضرين ، وان كان الامل يحدو الجميع بالا يحدث دلك، حارث جباري كان يقومون بالصاق آخر اعلانات بعض المتحضنين فوق دراجته النارية ويقول: لقد عانينا كثيرا لايجاد بعض المساعدات ومن محتضنين يتعاطفون معنا والان ادا وقع الغاء الرالي مادا عسانا نفعل؟ وكيف سنجيب المحتضنين؟
البطلة سعيدة ابراهيمي كانت تتحدث عن الصعوبات التي لاقتها لايجاد تمويل داتي من خلال ديون وقروض لتحمل راية البلاد في هدا المحفل العالمي
عبد القادر التياتي كان يخفي وراء نظراته المحتشمة احساسا ممزوجا بالأسف وبالامل ، التياتي وكما لمسناه ميدانيا لم يكن داهبا الى رالي دكار من اجل المشاركة فقط ، كان يطمح لاكثر من دلك ولهدا فقد تكبد مصاريف كبيرة جدا لاعداد دراجة قادرة على منافسة الابطال العالميين وفي لحظة صراحة قال بالحرف :"اشارك من أجل تشريف بلادي أحسن تشريف ولن انزل عن درجتي ولن اغادر السباق قبل الوصول الى دكار مهما كانت الظروف والمصاعب ...الا ادا تهشمت دراجتي نهائيا أو حملوني الى المستشفى...
الامل الدي كان يحدوالابطال المغاربة المشكلين لاول تمثيلية مغربية في هدا الرالي الشهير تفوق كل تصور ولا يمكن فهمها الا ادا قارناها بالمصاريف الباهضة التي كلفت كل واحد منهم، والتي ستتضاعف بعد اعلان اللجنة المنظمة عن الغاء الدورة
وبعد اعلان قرارا الالغاء انزوى حارث الجباري في مكان بعيد ، بالكاد استطاعت عدستنا اصطياده، كان يتحدث عبر الهاتف وعلامات الحسرة بادية على وجهه، تجنبت الحديث اليه ساعتها، في حين غابت سعيدة الابراهيمي وسط الاف الحشود الحاضرة في هدا المأتم.في حين ظل عبد القادر التياتي الى جانب البطل العربي ناصر العطية يتحدثان بعض الوقت.ويحاولان فهم ما جرى ولمادا.
بعض الابطال الاسبان المشاركون في صنف دراجات الكواتش تساءلوا بحسرة ادا كانت باقي البلدان تعرف الخطر فلماد لا يتم تغيير المسار ليشمل فقط أوروبا والمغرب؟
اين المسؤلين المغاربة؟
رالي دكار وقبل ان يكون سباقا رياضيا هو فرصة للاستتمار وللتنمية يقل مثيل لها وقد تحدثنا في مراسلات سابقة عن هده القيمة وعن اهميتها بالنسبة لبلادنا ولتنميتها سياحيا ورياضيا . وادا كان المسؤولون المغاربة لم يقدموا ما هو مطلوب منهم من مساعدة لهؤلاء الابطال ساعة الاستعداد فان الظروف الحالية والمعطيات الميدانية التي تسببت في خسارات مالية باهضة لهؤلاء المشاركين المشرفين لبلدهم تفرض على كل غيور ومسؤول ان يسارع باستدراك الامر وان يقدم الدعم الضروري لوقف هدا النزيف قبل أن يستفحل ويحول دون اي تفكير مستقبلي لابطال آخرين في مشاركات قادمة ، ان الابراهيمي والتوباجي والجباري والتياتي ضحوا بالكثير من أجل تشريف بلدهم وان أية التفاتة مسؤولة سيكون لها وقع حسن على الرياضة ببلادنا.
التياتي قال وهو يبتسم :لن يحول هدا الحدث دون استمراري في تمثيل بلادي وادا كان رالي هدا الموسم قد ألغي فاني أعلن من الان أنني ساشرك بحول الله في رالي دكار القادم ، وقبله ساعمل على المشاركة في راليات عالمية أخرى....تركنا التياني يتوجه نحو مركز الادارة للقيام باجراءت استلام دراجته واوراقه الرسمية وتوجهنا نحو الساحة الكبرى حيث تستعرض السيارت والالات والشاحنات الضخمة والدراجات الكبرى لاخد صور تدكارية لحدث رياضي أخفق موعده مع بلادنا....

No hay comentarios:

Publicar un comentario